Sunday, November 22, 2009

محترق



محترق

كنتُ مدينةً له باحتراقي
بارتفاع غيوم رؤيتي
و انخفاض الحزن معه
قلت له:
"بيني و بينك الشوق"
"رائحةً المشمش المحّمر من لسعةِ أول قبلة
تأخذني إليك المسافة
ألمي العاديّ
البنفسجة الباهتة التي تركَتَها في حلمتي المنتفضة

صمت إرادي
يمسح أصابعي معطفُ خفيف
أزرق الأزرار

جَلَستْ إلى جانبي
رأيتَني بها
على صهيلِ الوقتِ
ارتفعُ سنتيمراتٍِ عاجزةً عن ضمِّك
لغرفتي الصغيرة
ليستْ بعيدة عن شفتيك
مفتاحها الأسود ضلَّ طريقه في حيٍّ آخر
و كنا شبيهين قبلِ التعبْ

لم يشبه مدينتي الغارقة في الفوضى
قبيلة الألم
و الجوع الرخيص


كان لرائحتك عنبرُ الرغبة
دخلتُ أول أيلولها
شطبتُ خربشاتِ نيسانَ الهرمة
مالَ عبثي إلى حنانك
شربتُ أكثر
"لا تتعبِي قلبي الذي فيك"

تقولها الآن
و قدْ
تخمّر شاي انتظاري
و صرتَ قريباً
من حمامِ سمائي

اليوم لستَ معي

و أضحك

غَمَرَنا الكلام
لنغمرَ المحبة

طبقُ النحاس
الحليب المتبقي من شفتيك
طاولة الخشب الطويلة
شريط "الحبّ كله" نسمعه صباحاً
شغب البارات الصاخبة بنا
مراهقُ عَبَر
رمى قبلةً في الهواء
لتبارك ذوقه

جسر الهضبة الوحيدة لم يضجر
كما توقع القريبون
عرافة فنجان القهوة الدمشقي
بائعة الجوري التشيلية
هوَ هوَ الماء
من يفصل فهمك الأنثى
عن لهفة شفتيك لختمها

لم يصدأ جسدك حين طوى يده
على الزنبق

بل روحك

عندما شقت طريقها
هابطة إلى سوادِ لا ترى غيره

No comments: