Thursday, January 08, 2009

شمسُ لغزّة






مسافة الياسمين


بزمن الخوفْ




تشتدُّ ضحكتي و أنا استدير لقصص الآخرين الفضفاضة


خربشاتهم الواسعة في اعصابي




وقتٌ معدّ للحزن




و تمائم الأمّ البعيدة




و هي تحيك كنزة صوف لابنها


و هو في الجيش


أقصد خدمة العَلَمْ




يثقب أضراس الخائبين بمعوله الصامتْ




لا يرغب بالحبْ


أو بتقبيل بنتَ الجيران


قبل أن تتزوج


ثرياً مصابا بالهبلْ




لا شهية له للمشي عاريا على طينٍ


لا يضطره الى التشبث بوطنٍ


او شباك المطبخ الأخضر


المكسور




الذي دققته كثيرا في طفولتي


و طليته بالابيض


و الاحمر و البني




رغم زحف النملِ الملّون ليلعب معي




كان وقتي طويلا


و كثيرا




متاحا لاحاديثي مع النملات


و بناتهن


و جداتهن الطيبات




فتات الخبز كان يذهب لجحورهن




كل صباح




قبل ان يستيقظ اخي الصغير




و جارتنا




السمينة بالفراغ و كحول زوجها الطويل اللسان




القصير الذاكرة




غزّة




كانت في الاخبار من عشرين سنة




من ثلاثين سنة




من الفِ سنة




ذاك العربي الذي لصق رأسه بزجاجة و


فرغ مثانته في مسبح أبيه




و صنعَ لكل سائح اسرائيلي


زار مصر




مسبحةً ليضعها قلادة


تتوسطها نجمة داوود




داوود


ليسوا أحفادك ها هنا




و الشمس غائرة في السواد


و الدمً رخيصٌ




فقدت صوتك الذهبيّ


و لم يعد الحديد


الذي كان شمعا و طينا في يديك


الا قنابلَ


و قذائف تقتل كل من آمن بك


و كان جارك


حفيد اختك


و صديقك الأسمر في المدرسة






الجبال و الطيور


الذين سبّحوا معك


في جبل الناس كلهم




يسبحون الآن


في دماء فرح قديمٍ




و قهر لن يموت


الشمس آذاها الرصاص طويلا


فلن تشرق طويلا بعد رحيلِ الطيبين




يا شمسُ ،


أظلي على غزّة


حتى تظلم الأرض عليهم


يا ريحَ،


اسكنيْ


يا طيور احملي الماء


و القمح في مناقيركِ


حتى أصير طيرا مثلك




و انحني لطفلٍ


يعودُ للتراب




قبل


أن يحبْ


و يصبح أباً


و شاعراً


و شمسْ




كانون الثاني 08