Sunday, May 18, 2008

Seditious Jazz



جازٌ مشاغب

طاولتكَ وحيدة ٌ أيها الساعي، كبقايا شبقِ المطر، و أعصابي حالكةُ تماماً كما تنبئتْ عرّافة ُ الطابقِ الخامسِ من شارعٍ تبرّع َ باسمه ِ لمقاطعةٍ صغيرةٍ في جانبِ الشارع الضيق.
لمْ يك ُ هناك سببٌ وحيدٌ حقيقيٌّ..لا عاديّ لنسيانها حذائها القش أمام باب غرفته، رغم أنها كانت تتلذذ بعريِّ قدميها الخفي، ثمة نعمة ما في رطوبةٍ سخيةٍ في ساقها الأيسر حيث قبلته ُ القبلَ الأولى.. أتاح لها ذاك العري نفساً ...قصيراً بعمقِ مركب، ذنب شهوته الوحيد أنها تخلت عن عقدة الذنب.

فاجئتها ابتسامةُ رأتها ذات صباحٍ قبل أن يمدَّ يده إلى رأسها المليء بها، بليمونِ مكانها، بماءِ كلِّ من أحبّها، بها.

هل أخطأ "يزن" في ذلك الصباح المستعجل قبل أن تتركه لتحتفي بعرسها؟
جلست على أريكتها المحببة ممسكة بصمت بكأس الفودكا البيضاء المبارك بأمجاد روسيا الحيّة و موسيقاها الباردة..
-"هذه المرّة، دعني استمع إلى موسيقاي.."
- "ديانا كرال!! ما هي قضيتيك مع الجازْ؟"
- "ربما تشبه قضيتك بإقصاء الصوت من لوحاتك البرونز، أو عجزك عن جعل قضيبك عنصراً جمالياً في حياة امرأة بحرّية"
- "كم تستطيعين أن تكوني باردةً إذ تشائين؟"
- "بإرادتي يا صديقي، لا بإرادةِ مصدّري أحلامي و أمراضهم المزمنة"
“who is lost in a dream
Beyond control,
You are the one who brought me home
Down from earth.”
-" أهل حقاً يوجدُ من يستطيع أن يخدّر أعصابك ليحييك؟
كان أسامة يسمّي الحبَّ حالةً، لكن تلك التسمية البطيئة لا تتيحُ لدمها إشباعاً من قبلةٍ حارةٍ على كنبةٍ بيضاء تتمسك بأهدابها السوداء و بخور جلدها الفضيّ
عشرُ لوحاتٍ في غرفةِ صديقهِ الذي تركنا لنتحدث..كم هي مشاغبةُ هذه ال" نتحدث" .
كانَ غطاءُ رأسها قناعاً لشهواتها المتكاثرة..مرضٌ لا يرضي مزاجها، أنوثتها و لا إنسانيتها التي تسبحُ في النهاراتِ الملونة و تطيرُ في الليالي المصاحبة ِ لآهٍ تصعدُ لتنزلَ، لتهويَ، وتعومَ و تنوشمْ..