Tuesday, August 21, 2007

لأنّك الليل





لأنّك الليل

لأنك تشبه هذا الليل
لأنك سكونه
لونه
و جنونه
أمضي إليك
لأنك عابر إليك
و مقيم مثلي
في المكان البعيد
لا أحد يدرك حزنك
أو يشمّ بركانه
في صوتك المبتلّ بالهدوء
لم أفكر بالقناديل التي تخبئها في معطفك
ظننتك وحيدا
و قرأت وحشتي بين أصابعك
فكم من ذراع
كي أطوّق هذا الليل
كي أضمك بطريقتي
و أعانقك
بظمأ ألف مشتاق ..
ذات احتراقٍ
لم أجد يدي بين رمادي
حزمت بقاياي
و عدت إلى الليل
وجدتني
في عطر لقائنا الأخير
عثرت على أصابعي بين هشيمك
أنت لن تذهب أبداً
عندما تكون بعيداً
سأبقى مثل عتمة طاولتك
صلبة في انتظارك مثل سلمك الحديد

جميل أنت كهذا الفضاء الذي أحب
معطر بتشرين القصائد
هادىء كليل حميم اليدين
فكيف لا أشتاقك
كيف لا آتي إليك
بسواحلي
و أنت هنا
في داخلي
إليك وجهي
إليك وجهي مذ نَبَذَتني
قبيلتي للريح
و نذرت نفسي
لمناقير العصافير الوحيدة..

إليك وجهي
مذ نذرتَ العصافيرَ و الريحَ
لصحبتي

إليك وجهي
مطاف ضحكتي الكئيب
و ذلك الثلج الغريب علينا
و الذي حياك بدفء قبلةٍ
صليت أن تستبقيك لساعاتٍ
لعلي أضمك
قبل أن أغسل منارات شوقي
بأيامي الرتيبه

صليت
و كان الإله كريما
إذ ذكرتني...

كيف الطقس بشارعك سيدي
هل وطأت قدماك
شارعاً مبللاً بحبٍ جميلٍ
و وردٍ
و زنبق

إليك صمتي
مذ عدتَ
و أنا أغني
بكل ما أقصيتهُ عني
صرت أغني
بكل ما غادر أماكني رغماً عنه
و عني
أغني
بحزنِ العصافير
بصوت الفوانيس
و زهر الشموعِ
و عطش التفاعيل الطويلة
و الخفيفة
لرملك
لواحاتٍ صادفت يديك
و ظلكَ
أغني...

" لمَنْ صلاتك الآن
إلى أيّ الجهات قِبلتك ؟.."
أخافُ السؤال
و لو كانَ لِيْ
لَجَعَلْتُ وَجْهَكَ مَعْبَدِيْ
أتسمح لي أن أرقص
فوق خشب يحمل رائحة زنديك
و ربما حَمَّلْتُ الريحَ عناقاً
و موعداً
و خطاك التي تسكب الحنين في يديّ

لن أشمّ الوردَ الذي أرسلت
كلُّ صوتٍ تتلوه عيدٌ لثغري
و أحلى...
كم مرةً اشتقتَ لي
و أشعلت شمع الغياب
صوتك
و إن تأخرَ بكانونِ شعري
صلاتي
يا دفئكَ
و قد سكبتني
بين شفاه الريحِ
اعترافاً
و كنتُ قدْ غِبْتُ برملي
منذُ ذبحتُ


جئتُ إليك
و كنت من قبلُ ضعتُ...
سماؤكَ دفء المساجدِ
بوح الكنائسِ لليلِ
و أنت ثوابي..
وجهك هبة الله لروحي
و جنانُ تلتحمُ
في شتاء دعائي
و كم من أيادٍ تزدحمُ
لتخطفَ ومضةَ عينيكَ
و لا تصلُ...

في صحبةِ الراعي
تواعدنا
و ما غنيتَ لي شيئاً من النثر
أو الشعر
فعدت للبوحِ الملائكي
سلمت رعشةَ العصافيرِ
لموعد القمر
ليتك تأتي مساءً
أو شتاءً
فموكبي سفرٌ إليك
و رائحة الصنوبر
وسادةُ روحي
في انتظار صباحك

الليل كالشمسِ
مزروعُ في غدي
و الغيم يعانقُ معطفي
لأنك بعدُ لم تعرف
بلهفتي
أو بموسم الأمطارِ
في دفاتري

سوف أجيء
أنا ما تعبتُ
و لن أبقى بأرضي
سحابةَ ضوءِ
أو شاطئاً أتعبه النسيان

سآتيك
بشوك حدائقي
بصوتي المذبوح غيلةً
و بما ترك الغزاة _ذات بردٍ _
فوق زندي
سآتيكَ
لكنْ ..
آهِ لو كنت تأتي
...
منار شعبوق--

1 comment:

GraY FoX said...

صليت
و كان الإله كريما
إذ ذكرتني...

البسيط العبقري