Wednesday, January 23, 2008

" سورةُ البياض"


" سورةُ البياض"


نم
قد تتسع شمسٌ أخرى لعرائك..
لسواد أصابعك الخشنة..
قد
تحصدك مواسم الصيف
بدبقها ...
و دمها البارد..
أو تضمك زهرةٌ
لتقبّل وجهك الحنطي
بلهفةِ عجلى,,

و تحيك لكَ شوارع عريضة
ممراً كي يعبرََ فيه صباحك الطويل
بفتورٍ قامتك التي
لا تتقن الصمت..
أو توقظ حواسك الهرمة
تصدعات سنديانة المنفى
و تفرك عينيك غمامةُ
لا ماء فيها..

نم أو فعانق أرضك اليابسة,.,.
حورية ميناءك الماسيّ
عادت لبحرها
لترسم الرمل بشرقها
ببنِ شعرها الداكن
و زغبِ فوضاها...

أتعودُ؟!
برّكَ خنق ضفيرتها،
سكب غبار السعال على شمعها..

زبد...
امتلاءات ملح و دمع.,.,.
لا شمس تحرقها
أو غارَ يغسل أصابع قدميها...
لا كرسي يسند ظهرها
بعد تعب انتظاراتك
أو جدارَ تتركُ في زواياه
تاريخ ضمةٍ
أو بقايا وردة.
أتغفو في سريرها؟؟
و قد الشوك قد عبثَ بأبيضهِ؟؟

لملمت رعشاتها البكرُ
بقلبٍ نديّ
غطتْ بطنها العاري
بفضةٍ قد يراها النجمُ
لكن
لا أحدْ..

و ابتلع البحرُ عاجها الناحل
كأصدائه ِ الثملةْ
ضمّ غلالتها و ضحكَ قبل
أن تَبكِيه..

أهذا عتمٌ أخرُ؟
أم أنت عاجزُ يا بحر؟

لن تمزَّق أصدافه النيئة
هشاشةً رحمها..
سيمرغُ أحلامَ صحوتها عشها الزيتيِّ
و يطمرُ شهوتها الوحيدة..

قد يقصُ الصيفُ فستانها الأحمر..
و يغربلُ غيمها الأشقر...

أو
ينزعُ الحرُّ عباءتها ...
و يستبيح حلمتها الناضجة..

لكن البحر سيأخذها بعيدا
لتغمض جفنيها على
آخر حبة رمل
علقت بدمها...
لتضم ضوءها بوردِ البراري الصفرِ

و تصبح شهوتها فراشةً غادرت الياسمين,,
مريمَ بلحظِ الشفق
ترفلُ بنخلِ أندلسٍ يُعْتِمُ ما سواها...

هي و الزنبق الحزين
غيمتان توشكانِ
و لا تعبرانِ..

آذار -2007


منار شعبوق


1 comment:

Unknown said...

قصيدة جميلة

....
محبتي