Tuesday, September 11, 2007

ألوان لا تقصد الضوء


تجتاحني الكتابة في نومي، في صلاتي القلقة...فوق فراشي الدافىء ، بين أوراقي الكثيرة، في مشوايري البعيدة . ترقص على ضفاف نهاراتي و تثير أنفاسي المتعبة في أول الفجر..
هذه المقاطع كُتبتْ في نيسان ٢٠٠٤. لها وقعٌ خاصٌ، له ألمه ووهنه، مطره و حريقه. أغلبها ومضاتٌ، و بعد ذلك صمتُ كثيراً لأكتب بعضَ ما قد يقال






..



أرسم و أرسم و أرسم
لم أعتد أبداً أن أكون رساماً
ربما أخي الطيب أعطاني موهبته
لأرسمهم كما أراهم
لأنهم لا يرونني
لأنني أنثى
و حواءٌ
ما ِشموا صوتها
فلم ترسم أذنهم...

---------------


أدركت أنه علي أن أنتظر
لكنك لا تأتي
كالقطار الذي تفجره المسافات
و لا يعود
"ليتها تعود"
يصلون دائماً لي
لكنهم ما وصلوا قبلتي
و لا نظروا قبالتي
فما استجاب ربٌ
و لا عادَ عبدٌ...
--------------

أعرفهم من الطريقة التي يستعبدون فيها صوتي
و يذبحون كينونتي
و يكوون كلماتي
أعرفهم من الطريقة التي يطعمونني بها
كي أنام باكراً
كالرُضع
كي أستيقظ متأخرة كالقطط المدللة
ما دروا أن هذا القط اللئيم
بروحٍ
طيرٍ
يكبر لكي يطير
و
ينسى...
-----------


علموني كيف أبكي دون أن أؤذي نفسي
علمتهم كيف أنام واقفةً
و أحرسُ رأسي بنفسي
و أدرس درسي بنفسي
و آكل أبجديتي كلها بقهري لأصبح
رباً يصنعهم
ليبقى..
---------

لا زالوا ينظرون إلى وجهي
و يهمسون أنني نائمة
لقد أفرطت في شرب الشاي الذي أحب
و الذي وضعت فيه أمي-حبيبتي-
بعض نعاسٍ
و بعضُ جَهْلٍ
و كل ظلم
أفرطتْ حين باحت لي كثيراً
بحبها لي كثيراُ
أفرطت
لأنني كبرتُ كثيراً
و لم أعد أصدق شيْ
--------------------
أبصرُ بعيونهم جميعهم
من كبيرهم لصغيرهم
أعرف ما يفكرون
و ما يمكرون
و ما يفعلون
و ما يصنعون
وما يقتلون
أنا يوسف
لكن أبي لا يحبني
ربما لأني لم أعد لعبة
ربما لأن حواء الحق صعبة
لأنني لستُ لعبة
-----------------------------

سألحق بركب كل الجانحين إلى الجنوب
لأحترق قرب روحي
شردوا قلبي
فكيف لا أتبعه
و حرقوا بيتي فكيف لا أتركه
همشوا وجه لعبتي
فأصبحتْ وحشاُ
و تركتها...
----------------------------

كنتُ في السابعة...
أحضر لي أبي نايا
لأخي، بندقية
عطّرت النايَ بفمي
حتى السابعة عشرة
لأحمل البندقية على كتفي
للأبد...
أخي وحده
الذي علمني فن رسمه
صفقّ لي بصمت....
---------------------------

أخوتي ..أحبتي
عشقهم في فمي
في ساعدي
في رقبتي
هل سنرضع من ثدي أمنا
كالقطط المغمضة
إلى أن نموت كسلاً
أخوتي .. أحبتي
عشقهم في فمي
لكن موتي في يدي
و عيشي في دمي...
-------------

لا تنتظروا عرسي
أهديت طرحتي لصباحات شموسٍ لن تأتي
لا تنتظروا طرحتي
ليست كل فرحتي
أن أرقص حتى يمل الحضور
و يهرب الغريب
لتنتظرونها- فرحتي من جديد..
------------------------------

دعني أغرب مع أول مساء
تعانقني فيه
لا تنظر كثيراً
حين أمد يدي على الطاولة
أحتاج الطين كي تلمسني
يدي تريد وجهك
تريد حضنك
لا تنظر كثيراً
إن فهمت قصدي...
----------------------------

-رائحة-

للموتِ نكهة
للكرهِ نكهة..
إلا أنتَ،
تغريني رائحتكَ
و حينَ أشمكََ ،
يسقطُ أنفي
كدبابةٍ غبيةٍ
أمام حماسكَ الغريب
لحماسك –أيضاَ- نكهة..
-----------------------------
-شبه معدوم-
في ليلِ المدينةِ
أبحثُ عن رجلٍ يشبهني
أعودُ إلى غرفتي الباردة،
لا أحدَ يشبّهُنِي...
------------------------------------



-فرح ضروري-

صدقت سيدي
أحتاج الرقص كل مساء
بقربك، أحتاج جرعةُ إضافية من الانفعال
فأهدأ عندما تبقى...

-----------------------------
-نزيف و ماذا-
فشلوا في تحرير فمي
حللوا دمي
لم يدرون أنك تذوب كقطعة سكر في عطري
و تنزف صيفاً
لأحترق
و يذوب دمي
عطركَ
فيتذكرون الله
في فمي
----------------------------

دعني أصلي لك طويلأ
قبل أن ترحل
لكي تفعل
بعدما تحتل دمي
و تشرب سرك
و تكونَ أنت
....
---------------------------
-تأمل في غمامتين-

لا تكتب عني كثيراً
اسمعني جيداً
ربما تشطبني بعدها
لتحفظني للأبد...


متوسط
رجل بملامح المتوسط..
و ساحل بملامح الرجل..
و ملامحُ بلا رائحة..
و قزم..
و زجاجة حليب تُرضع موتي..
عابرون لا يعبرون شيئاَ..
كيف تتوسط سريري ..
و تفرس رملك
و تدفن ساحلي..
و تلغي ملامحي
فلا أراني،،،

-رؤية-
أضع نظارتي كي تصبح الأشياء أوضح...
يقتربُ السوقُ مني..
و بائع الأحذية..
و بائع الدخان...
و لا أبصر شيئاَ
شاحنةٌ خاليةُ..
و ربعُ خالي...
و طريقُ يبدأ من محطة
و ينتهي في مقبرة..
أضع نظارتي
و أصبح غاندي آخر
إذ إنني لا أرى
إلا ما لا يرونه..
11. 2003


للمرة ِ الألف
أسألك
لماذا تلغي زحامي،
و تحرق رائحة الضوء
و تنسحب بصمتِ الغربان الكئيبة..
و تشعل العجلات الواطئة تحتَ السحب؟
للمرة الألف ..
أسألك..
هل تكف عن رجمي؟
يلتهبُ العرقُ في حنجرتي
ألا تأتي؟؟
فما عدت أسألك..
22.10 .2003

-يده-
حملتني يده عندما كنت صغيرة...
كان يحملني على ظهره..
و ينادي "ملح، ملح"
حملتني يده من المدرسة إلى البيت كي لا أتعب
و من البيت إلى المدرسة لأنني مدللة
حملتني يده ليوم تفتحي الأول
لحصادي الأول
لربيعي الأول
لأسقطَ زهراً و إنجيلاً و غاراً
حملتني يده عندما كنت صغيرة
و أحبني..
حملني إلى الجنةِ لألقاه هناك..
و هناك فقط عرفت أن ما أصغرني أمام يديهِ...

-استسلام-

لا أستسلمُ لغيركَ بسهولةٍ..
و لا أفعل ذلك رغماً عني..
و عندما يقدم جرحكَ فجأةً على يابستي أمطرُ
أمطرُ ورداُ
أمطرُ عسلاً
لذا أكونُ شهيةً جداً فقط معك..

-سؤال-

أأنا روحك...
و تنطق شفاهك..
لتترك الروحَ مطرحها
و اطرح عباءتي
و شرقيتي
و براءتي
و أصبح مريم..
فقط مريم...

- اختلاف-

يأتي صديقك اليوم...
يأتي صديقه البارحة..
و يعتذر عن موعدٍ بدونٍ أن يتأسف
يأتي صديقه لأنهي وحدتي بعنفٍ..
لأتعرق قبل أن أبكي..
لأغرقَ قبل أن أبكي
لأن البحر معه مختلف
مختلف..

No comments: