
لم أعتد أبداً أن أكون رساماً
ربما أخي الطيب أعطاني موهبته
لأرسمهم كما أراهم
لأنهم لا يرونني
لأنني أنثى
و حواءٌ
ما شموا صوتها
فلم ترسم أذنهم...
---------------
أدركت أنه علي أن أنتظر
لكنك لا تأتي
كالقطار الذي تفجره المسافات
و لا يعود
"ليتها تعود"
يصلون دائماً لي
لكنهم ما وصلوا قبلتي
و لا نظروا قبالتي
فما استجاب ربٌ
و لا عادَ عبدٌ...
--------------
أعرفهم من الطريقة التي يستعبدون فيها صوتي
و يذبحون كينونتي
و يكوون كلماتي
أعرفهم من الطريقة التي يطعمونني بها
كي أنام باكراً
كالرُضع
كي أستيقظ متأخرة كالقطط المدللة
ما دروا أن هذا القط اللئيم
بروحِ طيرٍ
يكبرُ كي يطيرَ
و
ينسى...
-----------
علموني كيف أبكي دون أن أؤذي نفسي
علمتهم كيف أنام واقفةً
و أحرسُ رأسي بنفسي
و أدرس درسي بنفسي
و آكل أبجديتي كلها بقهري لأصبح
رباً يصنعهم
ليبقى..
---------
لا زالوا ينظرون إلى وجهي
و يهمسون أنني نائمة
لقد أفرطت في شرب الشاي الذي أحب
و الذي وضعت فيه أمي-حبيبتي-
بعض نعاسٍ
و بعضُ جَهْلٍ
و كل ظلم
أفرطتْ حين باحت لي كثيراً
بحبها لي كثيراُ
أفرطت
لأنني كبرتُ كثيراً
و لم أعد أصدق شيْ
--------------------
أبصرُ بعيونهم جميعهم
من كبيرهم لصغيرهم
أعرف ما يفكرون
و ما يمكرون
و ما يفعلون
و ما يصنعون
وما يقتلون
أنا يوسف
لكن أبي لا يحبني
ربما لأني لم أعد لعبة
ربما لأن حواء الحق صعبة
لأنني لستُ لعبة
-----------------------------
سألحق بركب كل الجانحين إلى الجنوب
لأحترق قرب روحي
شردوا قلبي
فكيف لا أتبعه
و حرقوا بيتي فكيف لا أتركه
همشوا وجه لعبتي
فأصبحتْ وحشاً
و تركتها...
----------------------------
كنتُ في السابعة...
أحضر لي أبي ناياً
لأخي، بندقية
عطّرت النايَ بفمي
حتى السابعة عشرة
لأحمل البندقية على كتفي
للأبد...
أخي وحده
الذي علمني فنَ رسمهِ
صفقّ لي بصمتْ....
---------------------------
أخوتي ..أحبتي
عشقهم في فمي
في ساعدي
في رقبتي
هل سنرضع من ثدي أمنا
كالقطط المغمضة
إلى أن نموت كسلاً
أخوتي .. أحبتي
عشقهم في فمي
لكن موتي في يدي
و عيشي في دمي...
-------------
لا تنتظروا عرسي
أهديت طرحتي لصباحات شموسٍ لن تأتي
لا تنتظروا طرحتي
ليست كل فرحتي
أن أرقص حتى يملًّ الحضورُ
و يهربَ الغريبُ
لتنتظرونها- فرحتي
------------------------------
دعني أغرب مع أول مساء
تعانقني فيه
لا تنظر كثيراً
حين أمد يدي على الطاولة
أحتاج الطين كي تلمسني
يدي تريد وجهك
تريد حضنك
لا تنظر كثيراً
إن فهمت قصدي...
----------------------------
صدقتَ سيدي
أحتاج الرقصَ كلَّ مساءٍ
بقربك، أحتاج جرعةُ إضافية من الانفعال
فأهدأ عندما تبقى...
-----------------------------
فشلوا في تحرير فمي
حللوا دمي
لم يدروا أنك تذوب كقطعة سكر في عطري
و تنزف صيفاً
لأحترق
و يذوب دمي
عطركَ
فيتذكرون الله
في فمي
----------------------------
دعني أصلي لك طويلأ
قبل أن ترحل
لكي تفعل
بعدما تحتل دمي
و تشرب سرك
و تكونَ أنت
....
---------------------------
لا تكتب عني كثيراً
اسمعني جيداً
ربما تشطبني بعدها